الاثنين، 31 مارس 2008

انا


أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف و لكن خوفي مني أنا
أخرس و لكن قلبي مليان كلام
عجبي !!!!

نصيحة

لا تِذل نفسك لإنسان

في باطنه ليك سوادي

صُدّه وخليك منصان

عنه ولو كان يعادي

الخميس، 27 مارس 2008

و-ط-ن




(1)
عندما لفظتها السيارة العسكرية الضخمة لم تكن تفكر في شيء إلا أن تخرج من هذا الجحيم . . الأنفاس حارة .. أنات ملتهبة .. عيون غائمة .. أحزان لا تدري معناها، كان صعباً عليها وهي بنت السادسة أن تفهم هذه الدموع الساخنة المحتبسة خلف شطآن عيون أمها وكأنها تحاول بما تملك من قوة ألا تدعها تنطلق وإلا غرقت فيها .
عندما خرجت من السيارة اندفعت إلى سهل منبسط سمعت أنهم سيقيمون فيه معسكراً لهم ولا تدري لماذا تركت دارهم الصغيرة الدافئة وهرعوا إلى هذه السيارة المتوحشة لتلقيهم في هذا الوادي المقفر .. ربما كانت أصوات طلقات الرصاص التى أفزعتها في المساء .. ربما أشفق عليها والدها من الفزع ،فآثر أن ينقلها بعيداً .. ولكن أين أباها؟!
انفجر السؤال فجأة في رأسها . إنه منذ أن ألقى بها وأمها إلى الشاحنة لم تره.. انطلقت إلى أمها تسألها فأجابت بدمعتين ساخنتين وقالت سوف يأتي في المساء حالماً تعد له طعام العشاء .
وبينما كانت الأم تحاول أن تحوذ خيمة من الخيام المتهالكة التى يوزعونها تقيها وابنتها البرد الذي لا يرحم أجساد الضعفاء .. انطلقت الابنة إلى حيث أقاموا سوراً من الأسلاك الشائكة .. أسلاك قاسية تلمع في ضوء الشمس كنصل سكين تهيأ للذبح .
لماذا يقيمون هذه الأسلاك ؟ لماذا يقيمون الوادي فلا تستطيع أن تجري وتلعب ؟
إلا أنها رغم ذلك ظلت تلهو غير آبهة بما يدور حولها حتى قاربت الشمس أن تسافر عبر التلال المترامية بعيداً .. وسألت الطفلة أمها عند أبيها فلم تجب الأم .. ألحت الطفلة .. أشاحت الأم عنها .. ألحت ثانية .. أشارت الأم إلى التلال وقالت :
- إنه في الوطن ...
جرت الطفلة إلى التلال تنادي أبيها .. انزلقت .. انغرس السلك الشائك في وجنتها .. تلون السلك بدمها .. سقطت نقطة منه على الأرض .. تشربته الأرض بسرعة.. جرت إلى أمها.. داوته بطرف ثوبها .. كان جرحاً صغيراً لكنه واضح .
وقفت الطفلة ممسكة بالأسلاك الشائكة تنظر إلى ما وراء التلال .. أمها قالت أن الوطن يرقد هناك وأن أباها هناك ولابد سيعود يوماً .. فأمها تعد كل ليلة العشاء وتنتظر .. لابد سيحمل إليها كل اللعب التى تركتها في الدار .. بل سيحضر لها لعباً جديدة كثيرة .. إنها تريد عروساً صغيرة تطعمها وتلاعبها وتريد قططاً صغيرة تضعها في ضفائرها .. تريد وتريد .. وسيأتي أبوها ذات مساء .. فأمها لا زالت تعد العشاء ، وأبوها لم يتأخر من قبل عند العشاء .
(2)
وقفت تنظر بعيداً إلى ما رواء التلال علها تلمح أحداً يطمئنها.. نضجت الملامح الطفولية وصارت تحمل أنوثة تحاول أن تعلن عن ميلادها وجمالها .. تنعكس في عيونها أشعة الشمس التى تتردد في الظهور من خلف التلال ، وكأنها تخشى سحابات الشتاء الداكنة التى تحتل السماء .. واجهت الشمس بوجنات بيضاء ناصعة مكتنزة بها جرح صغير لكنه واضح .. زاد شوقها لأبيها .. أصبحت تدرك الآن أن الوطن قابع خلف هذه التلال وأنه لم يعد مليئاً باللعب ربما كان مليئاً بأشياء أخرى كالحب .. الدفء. . إنها لا تزال تذكر وجوه الصبية الذين كانت تلعب معهم لابد أنهم صاروا شباباً يافعين . . إنها لا تزال تذكر بريق عيونهم وهم ينظرون إليها .. ترى هل تزال عيونهم تحمل نفس البريق .. ترى هل يذكرها أحد منهم .. وانعكس آخر شعاع الشمس قبل أن تستسلم لأحذية السحاب الثقيلة في عينيها اللتين أغرقتهما الدموع .
(3)
قبضت على الأسلاك بيد فتية وضغطت عليها ، كأنها تتحداها أن تمنعها هذه المرة من أحلامها .. الشمس لا تزال تجاهد كى تظهر خلف التلال .. أحذية السحاب تزداد ثقلاً وتغتال أشعتها الوليدة .. تذكرت والدها .. إنها لم تنسه ولا زالت تعد كل ليلة العشاء وتنتظر، فوالدتها أعدت العشاء الأخير منذ سنوات وأوصتها أن تعده لأبيها كل مساء فسيأتي حتماً .. ضغطت بشدة .. انغرست الأسلاك في كفيها .. سقطت الدماء منها .. تشربتها الأرض بسرعة .. تذكرت قطرة الدماء إلى سألت من وجنتها من ثلاثين عاماً.. لا زالت الأرض تتشرب الدماء بنهم كبير .. لم يمنعهما مشهد الدماء أن تلقي بنظرة بعيدة إلى الأفق المتحتقن .. إلى الوطن .. لابد أنه يحمل دفئاً وأطفالاً .. إنها تحب الأطفال .. بعيونهم الصافية وأكفهم الرقيقة وابتساماتهم النقية .. لابد أن الوطن يحمل لها أطفالاً كثيرة وسيأتون مع أبيها ذات مساء .
(4)
لفظت الشمس أخر أنفاسها في ذلك اليوم وبدا وكأنها استسلمت نهائياً لأطماع السحاب وألقت بشعاعها الأخير على وجه استولت عليه التجاعيد .. وبين التجاعيد يبدو جرح صغير لكنه واضح .. لماذا يؤلمها الجرح اليوم وكأنما قد جرحت منذ ساعة فقط.. وضعت يدها على الجرح وتذكرت أنه لم يهدأ أبداً وانها كانت تتألم منه دائماً .. إلا أنها كانت تمتلك القدرة على قهر الألم .. لكن الآن لا تستطيع أن تقاوم وحدها .
عندما ألقت بعينيها إلى التلال لم تر شيئاً وليست تدري أهو الظلام قد حل على الكون أم أن عينيها قد أرهقتا من الدمع فلم تعدا تستطيعا أن تريا وجه الوطن .. حاولت أن تعتصر عينيها علها تجود بدمعة تدفئها فقد اشتد الصقيع حولها واكتست رؤوس التلال باللون الأبيض .. أرادت أن تبكي فالدمع يجلب الدفء في الليالي الباردة ، لكن الصقيع طاغي القوة.. وتخيلت شكل الوطن الذي لا تستطيع أن تراه .. لابد أن في الوطن مكان صغير مناسب لها يمكن أن تبني فيه قبراً لها.
ترى هل يتسع الوطن لقبر ؟!

اسامة السعيد


مزيكة

مزيكة هادية الكون فيها انغـــــمر
وصيف و ليل و عقد فل و سمر
يا هلتري الناس كلهم مبسوطين
و يا هلتري شايفين جمال القمر ؟
عجبي!!